لم يكن اختيار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعبا مغربيا لارتذاء مجموعة من أطقم أحذيته الرياضية والمملوكة للشركة الألمانية الشهيرة أمرا اعتباطيا، بل بسبب الفرديات الهائلة التي يتمتع بها إلياس بن صغير.
وتصدر بن صغير العناوين في الأسابيع القليلة الماضية، بعدما اقترن اسمه بحمل ألوان أكبر الفرق الأوربية.
ويبدو أن شغلا جبارا يقوم به وكيل أعمال اللاعب المغربي، لكن هذا العمل، لم يكن ليجد متلقين لولا الموهبة الكروية التي يتمته بها لاعب موناكو الفرنسي.
وفي هذا الصدد، كتبت يومية سبورت الإسبانية تقريرا خاصا عن بن صغير تحدثت فيه عن إمكانية حمل اللاعب المغربي قميص برشلونة.
وُلد بن صغير في سان تروبيه عام 2005، لكن والديه مغربيان، وقد قرر تمثيل المغرب على المستوى الدولي، متخليًا عن المنتخب الفرنسي القوي.
في الملعب، بطاقته التعريفية واضحة: الإبداع، المراوغة، التحكم في الكرة، ورؤية اللعب. يلعب بالقدم اليمنى وقادر على اللعب في الجناحين ضمن ثلاثي الهجوم، ويفضل الانطلاق من الجهة اليسرى لقطع الكرة نحو الوسط، مما يجعله واحدًا من أكثر الأجنحة المهارية والمراوغة في الدوري الفرنسي.
صعد إلى الفريق الأول لموناكو في نونبر 2022 تحت قيادة فيليب كليمان، خلال مباراة في الدوري الأوروبي ضد النجم الأحمر الصربي.
وبعد شهر، شارك لأول مرة في الدوري الفرنسي أمام أوكسير. وتحت إشراف المدرب آدي هوتر هذا الموسم، خطا خطوة إلى الأمام بتسجيله تسعة أهداف وصناعته لأربعة أخرى، مكتسبًا الخبرة والمكانة في فريق موناكو الذي يراهن بشدة على الشباب.
وتزداد قيمة الصعود السريع لبن صغير بالنظر إلى المأساة الشخصية التي عاشها خلال جائحة كوفيد-19، حيث فقد والده. وقد صرّح اللاعب بنفسه في مقابلة مع تيلي فوت: “كان صدمة كبيرة”. ومنذ ذلك الحين، يشعر أن كل مباراة يخوضها هي تكريم لذكرى والده، وهي دافع خاص يرافقه دائمًا على أرضية الملعب.
في عام 2023، كان من بين المرشحين لجائزة أفضل لاعب واعد في فرنسا، منافسًا مواهب من الصف الأول مثل ريان شرقي (أولمبيك ليون)، ديزيريه دووي (ستاد رين)، ليني يورو (ليل)، وورين زائير-إيمري (باريس سان جيرمان). ومنذ ذلك الحين، بدأ اسمه يلمع بقوة على رادارات كبار الأندية الأوروبية.
ولا يخفي بن صغير إعجابه الشديد ببرشلونة. فقد صرّح لمجلة أونز: “نشأت وأنا أشاهد برشلونة. أسلوب لعبهم لطالما سحرني”، كما كشف أن مثله الأعلى في الطفولة كان نيمار.
وفي أواخر عام 2024، ظهرت تقارير تفيد بأن نادي برشلونة أرسل كشافين إلى موناكو لمتابعة أداء اللاعب في مباراة دوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا، وقد سجّل هدفًا بعد 12 دقيقة فقط.
كما أن الموهبة الشابة تعرفت بالفعل على طعم التسجيل في مرمى برشلونة، حيث فعلها في آخر كأس خوان غامبر، حين فاجأ موناكو العالم بفوز قوي 0-3 على فريق هانسي فليك. ولعب بن صغير 77 دقيقة، أظهر خلالها لمحات رائعة من مهارته وشخصيته على أرض ملعب لويس كومبانيس الأولمبي.
وبقيمة سوقية تقدر بـ30 مليون يورو، حسب موقع ترانسفر ماركت وعقد يمتد حتى 30 يونيو 2027 مع موناكو، فإن بن صغير يملك طموحات كبيرة. فهل سيكون قادرًا على تحقيق حلمه الكبير وتكريم ذكرى والده بالنجاح يومًا ما في برشلونة؟.