أصدرت يومية ليكيب الفرنسية المتخصصة تقريرا مثيرا عن القائد السابق للمنتخب المغربي، مهدي بنعطية.
وأشارت اليومية، أن مهدي بنعطية انتدب إلى نادي أولمبيك مارسيليا كمستشار رياضي للرئيس أقل من عامين، والآن أصبح المدير الرياضي للنادي، ناسجًا شبكة علاقات واسعة بجهد وتطبيق كبير، ليصبح الشخصية الأكثر نفوذًا داخل النادي.
وتابعت اليومية:”مرّ ما يقارب العام منذ نوفمبر 2023. بطلب من بابلو لونغوريا، وصل مهدي بنعطية إلى نادي أولمبيك مارسيليا بصفته مستشارًا رياضيًا للرئيس، مكلفًا بتقديم النصائح، وإقامة الاتصالات، والمساعدة في الانتدابات. لكن منذ ذلك الحين، تغيّر كل شيء. فالمستشار أصبح الآن مدير كرة القدم في النادي، وصاحب القرار الحقيقي فيه.”
وواصلت:”بنعطية، المدافع السابق ليوفنتوس وبايرن ميونخ، دخل بسرعة إلى دوائر صنع القرار في مارسيليا. أسلوبه الصريح والعملي جعل منه عنصرًا محوريًا بين اللاعبين والجهاز الفني والإدارة.”
وأضافت:”في البداية، اقتصر دوره على الوساطة في التعاقدات والتفاوض، لكن مع الوقت أصبح هو من يرسم سياسة النادي الرياضية.”
وزادت:”في صيف 2024، وبعد مغادرة مارسيلينو، كان لبنعطية دور رئيسي في تعيين المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي، إذ لعب دور الوسيط بينه وبين الإدارة. ويُقال إنه هو من أقنعه بالمجيء إلى مارسيليا رغم عروض أخرى.”
وتابعت:”الآن، في خريف 2025، أصبح بنعطية هو المرجع الأول في كل ما يتعلق بالفريق الأول، من الانتدابات إلى القرارات التقنية الكبرى.”
ويقول محلل الأداء في النادي الفرنسي بوب طهري عن بنعطية:”إنه شخص لديه رؤية شاملة وطموح لا يكلّ. يركز على التفاصيل الصغيرة التي تُحدث الفرق.”
وتحدث تقرير ليكيب عن معطيات عدة عن بنعطية بالقول:” مع أنه لم يمضِ سوى عامين في النادي، فقد تمكن من تغيير طريقة العمل داخله، خاصة في مجال التواصل الداخلي والإدارة اليومية للفريق.”
وتابعت:”يقوم بنعطية الآن بإدارة جميع الملفات الحساسة، ويشارك في الاجتماعات الكبرى، ويُعدّ صلة الوصل بين الرئيس واللاعبين. بل إن بعض الموظفين يقولون إن تأثيره في النادي أصبح يفوق تأثير الرئيس لونغوريا نفسه.”
ومنذ انضمام بنعطية للفريق الفرنسي شكل فريق عمله، ومنهم ذراعه الأيمن، علي زراك، الذي وصفته اليومية الفرنسية بالمستشار المثير.
وتابعت:”الشاب علي زراك كسب ثقة مهدي بنعطية من خلال تنفيذ أوامره بحماس ودون تردد، حتى لو أدى ذلك إلى خلق خلافات كثيرة داخل النادي.”
وواصلت:” زراك، الذي يتمتع بشخصية قوية وقدرة على الإقناع، أصبح عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في إدارة الفريق.
في عمرٍ صغير، تولّى مسؤوليات كبيرة، وأصبح حلقة الوصل بين بنعطية واللاعبين والجهاز الفني.”
وأضافت:”يصفه المقربون بأنه “كاريزمي ولكن حادّ”، قادر على إدارة الأزمات والتفاوض، لكنه أيضًا يدخل في صراعات مع بعض الموظفين، نظرًا لأسلوبه المباشر.”
وأضافت:”منذ فبراير 2024، وبعد تعيينه رسميًا كمساعد لبنعطية، شارك زراك في كل الاجتماعات المهمة، بما في ذلك تعيين الطاقم الفني الجديد بعد رحيل دي زيربي. كما أشرف على إعادة تنظيم قسم التواصل داخل النادي، خاصة مع الإعلام واللاعبين.”
وزادت:”يُقال إنه يقضي ساعات طويلة يوميًا في العمل، ويتدخل في جميع الملفات، حتى الصغيرة منها.”
ويبدو أن تسلق زراك للمصعد بطريقة سريعة بتزكية من بنعطية لم يمر مرور الكرام.
وعن هذا الأمر تقول الصحيفة:”لكن صعوده السريع خلق له أيضًا خصوماً داخل النادي. بعضهم يراه متسلطًا، والبعض الآخر يعتبره شابًا كفؤًا لا يخشى المسؤولية.”
أحد موظفي النادي قال لصحيفة “ليكيب”:” زراك ينفذ كل ما يطلبه بنعطية، حرفيًا، دون نقاش. وهذا ما جعله موضع جدل داخل النادي.”
ولخصت اليومية علاقة بنعيطة بزراك بالقول:”على الرغم من ذلك، لا ينكر أحد أنه لعب دورًا أساسيًا في استقرار مارسيليا خلال الأشهر الأخيرة. يتمتع بثقة مطلقة من بنعطية، ويعتبره “ذراعه الأيمن”.”
وتابعت:”في الوقت نفسه، يعمل زراك على بناء فريق كشافة واكتشاف مواهب جديدة في الجنوب الفرنسي، تحت إشراف نور هيدين عناسية، وهاليم بلقاضي.”
وختمت اليومية الفرنسية تقريرها بالقول:”يظهر بوضوح أن الثنائي بنعطية – زراك أصبح اليوم القوة الحقيقية التي تتحكم في شؤون نادي أولمبيك مارسيليا، بينما يكتفي الرئيس لونغوريا بدور إشرافي أكثر من كونه تنفيذيًا.”
